السمنة وعلاجها





 

 تعتبر السمنة مرض العصر، حيث يعاني حوالي 13%  من سكان العالم من السمنة حول العالم، في حين 39% يعانون من زيادة في الوزن، ويرجع ذلك إلى تغير نظام الطعام واستهلاك الوجبات السريعة وقلة النشاط لدى الأفراد واضطراب النوم بسبب تسارع نبض الحياة والتوتر الزائد


تُعرّف السمنة وزيادة الوزن على أنهما الزيادة في دهون الجسم وارتفاع مؤشر كتلة الجسم فوق 25 لزيادة الوزن وفوق 30 في حالات السمنة، ومؤشر كتلة الجسم هو المعيار المعتمد عالمياً لتشخيص هذه المشكلة، ويتم احتسابه عن طريق قسمة وزن الجسم بالكيلو جرام على مربع الطول بالمتر؛ الوزن(كغم)/الطول تربيع(م)


أصبحت السمنة تعامل معاملة الأمراض المزمنة، حيث أنها من أكبر العوامل التي تؤدي لمشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع الدهنيات في الدم، لذلك كان لا بد من وضع نظام لتشخيص مراحلها وعلاج كل مرحلة


يجب على مريض السمنة مراجعة طبيب الاختصاص وأخصائي التغذية للبدء بالعلاج والمتابعة حسب المرحلة التي وصل لها، إذ يبدأ العلاج في المراحل الأولى من زيادة الوزن بعمل حمية غذائية وبرنامج رياضي لزيادة النشاط وحرق الدهون ولتقليل السعرات الحرارية، ثم في المراحل المتقدمة في السمنة قد يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية لمساعدته على تقليل وزنه وتغيير نظامه الغذائي والرياضي ، لذلك تعتبر العمليات الجراحية واحدة من أنجح الطرق لمساعدة مرضى السمنة على تغير نظامهم الحياتي، والبدء بحياة جديدة مليئة بالصحة والنشاط


تنقسم العمليات التي تجرى لمرضى السمنة إلى عمليات تصغير حجم المعدة أو عمليات تقليل امتصاص السعرات الحرارية أو مزيج بين النوعين، وأكثر العمليات انتشاراً هي عملية تكميم المعدة بالمنظار الجراحي، لأنها تعد العملية الأسرع والأبسط والأقل مضاعفات على المدى القريب والبعيد


تجرى عملية تكميم المعدة بالمنظار الجراحي تحت التخدير الكلي، ويتم إزلة جزء كبير من المعدة والإبقاء على حوالي 100-200 مل منها، مما يؤدي لتقليل كمية الطعام التي يستهلكها الجسم وتقليل السعرات الحرارية وبالتالي تقليل الوزن، لكن من المهم أن يتم إجراء العملية بالشكل الصحيح واستئصال الجزء المسمى ب "قبة المعدة" حيث أن هذا الجزء هو المسؤول عن استيعاب أكبر كمية من الطعام ومسؤول أيضاً عن إفراز هرمون الجوع "Grelin"


عمليات تحويل المسار تعتبر من العمليات الخليطة بين تصغير الحجم وتقليل الامتصاص، وتجرى للمرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة بالإضافة لوجود أمراض خطيرة مزمنة متعلقة بالسمنة، وهناك عدة عمليات لتحويل المسار، أحدها تحويل المسار الكلاسيكي أو عملية تحويل المسار المصغر ونتائجهما متقاربة، ويعتمد الاختيار بينهما على الطبيب المعالج


نستنتج مما سبق أن علاج السمنة لم يعد يعتبر علاجاً تجميلياً فقط، بل أصبحنا ننظر للسمنة على أنها مرض مزمن يزيد ويفاقم أمراض أخرى ويجب علاجه بدون تأخير لتجنب حصول مضاعفات خطيرة على الصحة، لذلك إذا كنت تعاني من السمنة فلا تتردد بمراجعة أخصائي واختصاصي أمراض السمنة وأخصائي التغذية